الرابط بين ممارسة الرياضة والخصوبة
في حين أن الشعور بالأمومة والأبوة هو حلم العديد من الأزواج، إلا أنه أصبح هدفاً مؤجلاً لدى العديد منهم نتيجة ظروف الحياة. وعندما يصبحون على استعداد للإقدام على هذه الخطوة (بغض النظر عن أعمارهم) حينها يواجهون مشاكل غير متوقعة تتعلق بالخصوبة، وبالتالي يتوجهون إلى عملية التلقيح الاصطناعي. أظهرت بعض الدراسات أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في تحسين الخصوبة، بينما تشير دراسات أخرى إلى أن التمارين الرياضية القوية قد تقلل من معدل الخصوبة.
إن ممارسة الرياضة من خلال أداء تمارين معتدلة قبل وبعد الحمل سوف تساعد المرأة في حدوث الحمل والولادة الصحية. وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن النشاط البدني قبل وأثناء الحمل يمكن أن يقلل من خطر إصابة المرأة بمشاكل أثناء الحمل مثل سكري الحمل، الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل. ولحسن الحظ تحتضن مدينة الشارقة العديد من المساحات والأماكن الخارجية مثل واجهة المجاز المائية، كورنيش البحيرة والممزر، هذه الأماكن تفسح المجال أمام الناس للقيام بالتمارين الرياضية اليومية واستنشاق الهواء النقي والتعرض لأشعة الشمس لدعم فيتامين D في الجسم.
تعود ممارسة التمارين الرياضية بالعديد من الفوائد على الشخص العادي، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة التي تحاول الحمل، فإنها تساعدها في القضاء على بعض أسباب الإصابة بالعقم أو على الأقل السيطرة عليها:
- تخفيف التوتر: لا يؤثر التوتر والإجهاد على صحتك العامة فقط، وإنما يؤثر أيضاً على قدرتك على الحمل.
- خسارة الوزن: العديد من الدراسات ربطت موضوع السمنة بالإصابة بالعقم، حيث أشارت إلى أن النساء البدينات هن أكثر عرضة لمشاكل الإنجاب، وفي حال حدوث الحمل، فهن معرضات أكثر لخطرحدوث الإجهاض ومضاعفات الولادة.
- النوم الجيد: على الرغم من أن مشاكل النوم لا تعتبر سبباً مباشراً للإصابة بالعقم، إلا أن قلة النوم ترتبط بالإصابة بالسمنة، والتي بدورها تؤثر على الخصوبة.
- الفوائد الصحية للطفل: بقاء الأم في نشاط دائم، سوف يؤثر بشكل جيد على صحة الطفل على المدى الطويل.
ومع ذلك فإن عدد قليل من النساء اللواتي يكون لديهن مؤشر كتلة الجسم منخفضاً أو بالمستوى المطلوب، ويمارسن التمارين المكثفة والقوية فإنهةن في معظم الأحيان يعانين من العقم. وقد يرجع السبب في ذلك إلى الإجهاد الكبير على كتلة الجسم الذي بدوره يؤثر على الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية. وهذا يمكن أن يسبب:
– عدم انتظام بالدورة الشهرية.
– توقف أو فقدان الدورة الشهرية.
لا تتأثر معظم النساء اللواتي اعتدنّ على ممارسة التمارين القوية والمكثفة بمسألة العقم، حتى أنه لا توجد لديهنّ أي مشكلة في متابعة مستوى تماريهن الرياضية خلال فترة الحمل وما بعدها.
يوصي خبراء الخصوبة مرضاهم الذين سيخضعون للتلقيح الاصطناعي، أن يخففوا من وتيرة التمارين الرياضية من أجل ضمان العلاج الناجح، حيث أن الممارسة الرياضية القوية والعنيفة يمكن أن تؤثر سلباً على المبيض أثناء العلاج.
- من الخطوات الأولى لعملية التلقيح الاصطناعي، هي استخدام أدوية تحفيز الخصوبة للحث على عملية التبويض عند المريضة، وأن أخذ هذه الأدوية يتسبب في تضخم مبيض المرأة، وفي حال ممارستها للرياضة بشكل مفرط و/ أو بشكل مكثف أثناء العلاج فإن ذلك قد يعرضها للإصابة بإلتواء المبيض، وهو حالة مؤلمة وخطيرة للغاية، وهذه الحالة تتطلب إجراء جراحي لتصحيح وضع المبيض، ويمكن أن تتسبب بتلف دائم للمبيض أو حتى فقدانه.
- أظهرت الأدلة أن التمارين البدنية القاسية قد يكون لها تأثير سلبي على عملية التلقيح الاصطناعي.
- يمكن أن تؤثر الممارسة المفرطة للتمارين الرياضية على النظام التناسلي وتغير من الأنماط الهرمونية العادية في الجسم. وفي الوقت الذي تتناولين فيه أدوية هرمونية للتحكم بالإباضة، فإن ممارسة الرياضة المفرطة قد تقلل من فعالية الأدوية.
- هناك سبب آخر يمنع ممارسة التمارين الرياضية خلال الخضوع للتلقيح الاصطناعي، ألا وهو ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية الذي قد يعرضك للإجهاض.
إذا كنتِ تمارسين تمارين الرياضات القوية وفي الوقت ذاته تحاولين حدوث الحمل و/ أو تعانين من عدم انتظام الدورة الشهرية. فمن الأفضل لكِ خفض مستوى النشاط الرياضي من القوي إلى المعتدل وكذلك التأكد من تناول زجبات كافية من الطعام الصحي لتعويض الطاقة المبذولة خلال التمارين.
في حال محاولتكِ الحمل لمدة عام أو مضى ستة أشهر ولم تأتي الدورة الشهرية، يجب التحدث إلى طبيبك العام عن ذلك، فقد يجد ضرورة إحالتك إلى أخصائي لإجراء فحوصات معينة وتحديد العلاج المناسب لحالتك.